
كيف ننظر إلى تجارب الآخرين؟
اعتاد البعض الإبحار في تجارب الآخرين قبل الغوص في تجربة ما؛ خوفًا من الغرق، فأصبح هذا الخيار الأمثل والأكثر أمانًا أمام تجارب الحياة بشتى أنواعها المختلفة، حيث إن سماع سير تجارب الغير تساعدهم في اتخاذ قرار الغوص أو التراجع عنه. فكرة رحلة الإبحار هذه في حد ذاتها تبدو آمنة، فمن خلال الإبحار في تجارب الغير قد نتمكن من تقييم مستوى عمق المياه، سلاسته، برودته، وشدة الرياح؛ من أجل التأكد من جاهزيتنا التامة للغوص في تجاربنا الخاصة.
ولكن في الجانب الآخر، ماذا لو أدركنا اختلاف آلية سير تجارب الآخرين؟ أسلوب غوص مختلف، معدات مختلفة، زمن مختلف، عمق مختلف، بالإضافة إلى عدم إتمام مرحلة التدريب. قد تكون حينها نسبة الانتفاع من الإبحار في تلك التجارب ضئيلة. الموجز في الكلام أن العوامل المؤثرة في فاعلية تجاربنا كأفراد عديدة، وكل عامل له دور مهم في تشكيل كل تجربة على حدة.
تخيل معي، أنت الآن مقبل على تجربة جديدة، مرحلة جديدة في حياتك، وعلمت مؤخرًا أن أحد زملائك قد خاضها مسبقا، علمًا بأنه قد اتبع الأسلوب الذي يناسبه هو، يناسب شخصيته، يتماشى مع أفكاره، سلوكياته، وآرائه، واتضح أن التجربة انتهت بشكل غير مرضٍ بالنسبة له. وبحكم أن هذا الشخص قد خاض التجربة ذاتها من قبل، اخترت أنت أن تبحر في تجربته، تحكم عليها من خلال عدسته، وتقف في زاوية تحجب عنك الرؤية الواضحة. سرده للتجربة ورأيه فيها سيكون بناء على خطة سيرها الخاصة به، وكيفية تعامله مع تحدياتها، وعلى الأرجح سيذكر مدى صعوبتها. في هذه الأثناء ستشتد الرياح، وسرعان ما ترتفع الأمواج، وتؤدي إلى بناء حواجز من الخوف، القلق، والتردد بداخلك، إلى أن تشير إلى مدى صعوبة الغوص في هذه التجربة.