
كيف نرى الآخر في العلاقات
لعين ترى ما يريده العقل؛ لذا فإن العيش في حالة من الترقب لظهور علامات حمراء سيجعلها أكثر حضورًا ولو كانت وهمًا. مثل هذا الترقب يجعلك ترى كل شيء علامة حمراء، حتى تلك المواقف التي بالكاد تكون لونًا محايدًا. تكاثر الحديث في الأعوام الماضية عن إرشادات إنهاء العلاقات حتى بتنا نألف مفرداتها، ونتحدث هنا عن العلاقات الزوجية وعلاقات الصداقة، وإن كانت بعض الإرشادات تشمل العلاقات الأخوية والأبوية في نصائحها. تلك الإرشادات تتحدث إجمالًا عن علامات حمراء عرفت ب (Red Flags) لتكون نذير خطر لضرورة التوقف هنا وعدم الاستمرار في تلك العلاقة.
لا بد من قدر ضروري وواجب من الحكمة والفطنة لكيلا يكون الإنسان مغفلًا ويستمر في علاقة لا طائل من ورائها، إنما الفرق أن هذا المحتوى يجعلها سامة لعقل المرء فتؤثر تأثيرًا سلبيًا في طريقة تعاطيه مع أحداث اعتيادية قياسًا على العلاقات الأكثر عمقًا. إننا نمر بتقلبات مزاجية وظروف متعددة وزلقات لسان من الصعب التحكم بها تحديدًا عندما نكون مع أشخاص مقربين حيث نكون في أقصى حالاتنا تلقائية وعفوية.
يعتقد البعض أن الإنسان عندما يظهر بمظهر أكثر لباقة مع الغرباء فإنه يمارس النفاق أو يعطي الخير للخارجين عن الدائرة، إنما الحقيقة أننا نستطيع الظهور بأفضل مظهر لنا عندما يكون احتكاكنا مع الآخر وقتيًا وأكثر رسميّة وأقل عمقًا. فتلك الوجوه المتعددة للمرء مرهونة بالظرف والعلاقة والتوقيت، فالمرء في العلاقة الأكثر صحيّة لا يكون مطالبًا بأن يتأنق وأن ينتقي كل كلمة بشكل مبالغ فيه، فيخرج من جهد العالم الخارجي ليدخل في كبد العالم الداخلي.